و جرت الحوادث و دارت عجلة الزمن، و انتقل الأمر الی بنیالعباس الذین
انتحلوا انطباق اسم آل محمد علیهم دون غیرهم، و بویع السفاح(1) فکان عهده عهد ثورة، و قد شغل الناس بمطاردة الأمویین و تتبع البقیة منهم، و استطاع السفاح بمهارته أن یظهر للناس عطفه علی أبناء عمه باکرامهم، و عدم التعرض لهم و هو یحاول بذلک جلب قلوبهم، و إقناع الأمة التی تری ان الحق لهم دونه، و انه أحد الأفراد المطوقین بالبیعة لآل علی (ع) فاقتضت سیاسة الدولة الفتیة أن یسیر علی خطة المجاراة لأبناء عمه، و التظاهر بأخذ الثأر من قتلة الحسین علیهالسلام لمصانعة الناس الذین بدأوا یدرکون بأن العباسیین کانوا یسعون فی تحصیل الخلافة لأنفسهم باسم (آل البیت) و ما کانوا یقصدون بآل البیت إلا أنفسهم دون العلویین. تمویها علی الرأی العام.
1) السفاح هو عبدالله بن محمد بن علی بن عبدالله بن العباس بویع له بالخلافة سنة 132 ه و توفی بالجدری فی الانبار یوم الأحد 11 ذیالحجة سنة 136 ه و کانت خلافته أربع سنین و تسعة أشهر.