و قال علیهالسلام: فکر فی خلق الزرافة، و اختلاف أعضائها، و شبهها بأعضاء أصناف من الحیوان، فرأسها رأس فرس، و عنقها عنق جمل، و أظلافها أظلاف بقرة، و جلدها جلد نمر، و زعم ناس من الجهال بالله عزوجل أن نتاجها من فحول شتی، قالوا: و سبب ذلک أن أصنافا من حیوان البر اذا وردت الماء، تنزو علی بعض السائمة، و ینتج مثل هذا الشخص الذی هو کالملتقط من أصناف شتی، و هذا جهل من قائله، و قلة معرفته بالبارئ جل قدسه، و لیس کل صنف من الحیوان یلقح کل صنف، فلا الفرس یلقح الجمل، و لا الجمل یلقح البقر، و انما یکون التلقیح من بعض الحیوان فیما یشاکله و یقرب من خلقه، کما یلقح الفرس الحمارة فیخرج بینهما البغل..
فأما طول عنقها، و المنفعة لها فی ذلک، فان منشأها و مرعاها فی غیاطل(1) ذوات أشجار شاهقة(2) ذاهبة طولا فی الهواء، فهی تحتاج الی طول العنق لتناول بفیها أطراف تلک الأشجار، فتتقوت من ثمارها.(3)
1) الغیطل و الغیطلة: الشجر الکثیر الملتف، و کذلک العشب. و قیل: هو اجتماع الشجر و التفافه. لسان العرب 497:11.
2) أی مرتفعة.
3) توحید المفضل: 97؛ بحارالأنوار 97:3؛ و 58:61.