جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الخلق والخالق

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

(الحمد لله علی ما عرفنا من نفسه) من هنا بمعنی الباء کما هی فی الآیة 45 من الشوری: «ینظرون من طرف خفی» والمراد بنفسه تعالی وجوده و عظمته فی ذاته و صفاته (و ألهمنا من شکره) إشارة إلی حکم العقل بوجوب شکر المنعم، لأن البذل والعطاء معناه العنایة بمن تعطیه، و هذه العنایة تستوجب الشکر سواء أکانت من الخالق أم المخلوق، قال سبحانه: «إن هذا کان لکم جزاءاً و کان سعیکم مشکوراً- 22 الإنسان» و فی الحدیث: أشکرکم لله أشکرکم للناس.

(و فتح لنا من أبواب العلم بربوبیته، و دلنا علیه من الإخلاص فی توحیده…) دعا سبحانه العباد إلی الإیمان به والإخلاص له فی العبادة وحده لا ند و شریک، و ما من شک أن الإیمان ثمرة العلم و فرع عنه، لذا أرشدنا سبحانه إلی الطریق الموصل إلی هذا العلم، و هو إمعان النظر فی الموجودات الکونیة و طبائعها و ترتیبها و تماسکها و وحدة نظامها حیث لا تفسیر معقول لذلک إلا بقوة علیمة و حکیمة؛ أما تفرد هذه القوة فتدل علیه وحدة الکون فی أوضاعه و حرکاته و قوانینه، إذ لا أثر فیه للتعدد والإنقسام: «ما تری فی خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تری من فطور- 3 الملک».

و قال عالم ربانی: هل یسوغ بمنطق العقل والبدیهة أن نفسر ذلک بالصدفة والإتفاق، أو بقوة عمیاء صماء طائشة لا عقل لها، أو بقوة مخربة مدمرة باطشة لا رحمة لها، أو بقوة عابثة لاهیة لاعبة لا هدف لها. و قال آخر: الوجود کتاب ألفه الله فأحکم تألیفه، فجعل کل عنصر من عناصره حرفاً من حروفه، و کل ذرة من ذرات الکائنات کلمة مقروءة من کلماته وراءها حقیقة خفیة، تبعث علی التفکیر، یفهمها العاقل والذکی. هذه العبارات و أمثالها شرح و تفسیر لقول الشاعر:

«و فی کل شیء له آیة++

تدل علی أنه واحد»