لا یشترط العلم بما تنازعا فیه، و اصطلحا عنه دینا کان أو عینا، أمکن العلم به، أو تعذر، فقد سئل الامام الصادق علیهالسلام عن رجلین کان لکل منهما طعام عند صاحبه، و لا یدری کم هو، فقال کل منهما للآخر: لک ما عندک، ولی ما عندی، قال الامام علیهالسلام: لا بأس اذا تراضیا، و طابت أنفسهما.
و تسأل: ان الجهل یستلزم الغرر، و الغرر مبطل للمعاملة، و علیه ینبغی بطلان الصلح مع الجهل بالمصالح عنه.
و أجاب صاحب الجواهر عن هذا التساؤل بأن دلیل الجواز مع الجهل هو الاجماع، و قول الامام علیهالسلام: «لا بأس اذا تراضیا بذلک و طابت به أنفسهما» الذی یشمل حالة الجهل مع امکان العلم و عدمه، و علیه تکون أدلة النهی عن الغرر مختصة بغیر الصلح علی فرض وجود هذه الأدلة.
و هذا الجواب قریب الی مقاصد الشریعة، لأن الصلح مبنی علی التساهل و التسامح، و تنازل المحق عن بعض ما یستحق.. فکما لا یشترط فی الاسقاط و الابراء أن یکون الحق معلوما فکذلک الأمر فی الصلح.. هذا، الی أن الصلح لو لم
یجز مع الجهل بالمتنازع فیه لا متنعت أکثر فوائده.