جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الجهاد فی الإسلام

زمان مطالعه: 2 دقیقه

الجهاد أصل أصیل فی الإسلام حیث لا حق ولا عدل بلا قوة رادعة، والقوة بلا حق و عدل فساد و استبداد، قال سبحانه: «و قاتلوهم حتی لا تکون فتنة و یکون الدین کله لله- 39 الأنفال…» إلا تفعلوا تکن فتنة فی الأرض و فساد- 73 الأنفال… «یا أیها النبی جاهد الکفار والمنافقین و أغلظ علیهم- 73 التوبة» و أدل آیة علی مکانة الجهاد و عظمته قوله تعالی: «فقاتل فی سبیل الله لا تکلف إلا نفسک- 84 النساء» و هذا الخطاب الحاسم القاطع موجه للنبی وحده، والعدو ألوف مألفة، أما السبب الموجب لنزول هذه الآیة فهو قول من قال: «ربنا لم کتبت علینا القتال لو لا أخرتنا إلی أجل قریب- 77 النساء». و قال عارف بمقاصد القرآن: و هکذا یعامل الله رسله القادة، علی أساس نفسی هو نسیانهم غریزة المحافظة علی الذات فی سبیل إبلاغ رسالاتهم و أداء واجبهم.

و فی الحدیث: یشفع یوم القیامة ثلاثة: الأنبیاء ثم العلماء ثم الشهداء. و فی حدیث آخر: یشفع الشهید فی سبعین من أهل بیته.

و قال ختّال محتال: الإسلام دین حربی! فأجابه الشیخ محمد عبده فی الصحف و کتاب الإسلام والنصرانیة: «الإسلام دین العفو والمسامحة بنص الآیة 199 من الأعراف: خذ العفو و أمر بالعرف واعرض عن الجاهلین. ولکن القتال فیه رد لاعتداء المعتدین علی الحق و أهله إلی أن یأمن شرهم، و یأمن السلامة من غوائلهم… إن دفع الشر بالشر عند القدرة علیه و عدم التمکن من سواه طبیعة فی الإنسان».

و قال الإمام أمیر المؤمنین (ع): «احصد الشر من صدر غیرک بقلعه

من صدرک» و أیضاً قال: «ردوا الحجر من حیث جاء، فإن الشر لا یدفعه إلا الشر» أی لم إذا لم یمکن دفعه بالأحسن.

(واسبغ علیهم من جدتک) أسبع الله علیک النعمة: أتمها، و عطایاهم: رواتبهم و تحسین حالهم، والجدة: الغنی والقدرة، والمعنی سهّل علیهم الطریق لحیاة أفضل (وکثّر عدتهم) بکسر العین: جماعتهم و بضمها: القوة والاستعداد (واشحذ أسلحتهم) أشحذ السیف: أحده، والمراد هنا أن تفعل الأسلحة فعلها بالعدو من أی نوع کانت و تکون (واحرس حوزتهم) ناحیتهم (وامنع): من المناعة والحصانة (حومتهم): شدتهم و عظمتهم.

(و واتربین میرهم) واتر: تابع، والمیرة: الغذاء المنقول من بلد إلی آخر، والمراد هنا أن تکون الطریق إلی الجنود سالکة آمنة کی یصل إلیهم جمیع ما یحتاجون إلیه من نجدة و سلاح و غذاء (و توحد بکفایة…) أنت یا إلهی وحدک تفرض النصر، و تمنح الصبر فی الجهاد، وتلهم تدبیر الأمر و إحکامه ضد العدو- و هذا التدبیر والإحکام هو الذی أراده الإمام من کلمة «مکر» فی دعائه- و ما دمت المتفرد المتوحد بکل ذلک فامنن به علی حماة ثغور المسلمین، فإنک المنان الکریم.

ألّلهمّ صلّ علی محمّدٍ و آله؛ و عرّفهم ما یجهلون، و علّمهم ما لا یعلمون، و بصّرهم ما لا یبصرون.

ألّلهمّ صلّ علی محمّدٍ و آله؛ و أنسهم عند لقائهم العدوّ ذکر دنیاهم الخدّاعة الغرور، وامح عن قلوبهم خطرات المال الفتون.

واجعل الجنّة نصب أعینهم، و لوّح منها لأبصارهم ما أعددت فیها من مساکن الخلد و منازل الکرامة والحور الحسان والأنهار المطّردة بأنواع الأشربة والأشجار المتدلّیة بصنوف الثّمر، حتّی لا یهمّ أحدهم بالإدبار، ولا یحدّث نفسه عن قرنه بفرارٍ.

(عرفهم ما یجهلون) من من خطط الحرب و أصول القتال (و علمهم… و بصرهم) عطف تکرار (و انسبهم عند لقائهم العدو ذکر دنیاهم…) المنفعة العاجلة مطلوبة، والدنیا محبوبة لکل البشر بالطبع والفطرة. قال الإمام علی (ع): «الناس أبناء الدنیا، ولا یلام الرجل علی حب أمه» و إذن الزهد فی الدنیا صعب و عسیر، و هن هنا سأل الإمام أن یقطع الله أمل المحاربین من الدنیا، و یجعل لهم سلطاناً علی أنفسهم و قهر شهواتهم و نسیان أهلهم و ذویهم.