لعق الأئمة العلم من خلیة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و استنشقوا من عبیق ریاحین شریعته، فاطعموا عسل الفهم و العلم و العمل لقلوب طالما أنت و تأوهت من المرض الذی حل بها نتیجة الانغماس فی الجهل، فکان شراب مختلف ألوانه فیه شفاء للناس.
و کان أول من تعلم من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم علی علیهالسلام اذ قال فی حدیثه المشهور الذی رواه الخاصة و العامة «علمنی رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ألف باب کل باب یفتح لی الف باب»(1) و هکذا تبع الأئمة بعضهم بعضا باغداق علوم کل امام علی الامام الذی بعده.
و أقصی الاشکالات التی وجهت لاتباع الصادق علیهالسلام أن هذه العلوم الجمة، من المستحیل أن یلم بها لما، دون الاستعانة بمعلم یلقی علیه علما، فقالوا کان یحضر دروس أبیه فی الفلسفة و الطب و و… و هو ابن أحد عشر
سنة، فکانت عبقریته بارزة علی العلماء و الشیوخ و القضاة و…(2)
و هذا من الفخر اذ أنهم علیهمالسلام من معین واحد، لا ینضب، و نور واحد لا یخمد، و شجرة واحدة لا تخوی، و طینة واحدة لا تبلی.
و هذا الذی ذکره الامام الکاظم علیهالسلام من العلم الماضی.
1) ورد هذا الحدیث متواترا من طرق العامة أربعة أحادیث و من طرق الخاصة تسعة و عشرون حدیثا. «غایة المرام فی حجة الخصام للبحرانی» ص 527.
2) الامام الصادق کما عرفه علماء الغرب 116 – 106 – 86 – 175.