(و ترخص به الأسعار) اختلف الفقهاء فی التسعیر إذا وقع الغلاء، والذی نراه أن الفوضی إذا عمت فی الأسواق، و تحکم التاجر بالمستهلک المضط تبعاً لرغبته و شهوته و تجاوز کل حد- فللحاکم العادل أن یسعر
مراعیاً مصلحتی البائع والمستهلک، أما حدیث «المسعر هوالله» المروی عن النبی (ص) فهو أشبه بقول الخوارج: «لا حکم إلا لله» أجل، له الحکم والتسعیر أصلاً و تشریعاً، وللفقیه العمل تفریعاً و تطبیقاً، کما فی حدیث: «علینا أن نلقی إلیکم الأصول و علیکم أن تفرعوا» و حکم الله هنا حمایة المصالح العامة و رعایتها بدفع الضرر والقضاء علی الفوضی والإستغلال.
(و تنبت لنا به الزرع، و تدر به الضرع، و تزیدنا به قوة علی قوتنا) هذا اقتباس من قوله تعالی: «استغفروا ربکم ثم توبوا إلیه یرسل السماء علیکم مدرارا و یزدکم قوة إلی قوتکم- 52 هود» (لا تجعل ظله علینا سموماً) جمع سم، والمعنی لا تجعل أثر المطر علینا ضاراً کالسم القاتل (حسوما): شراً وشؤماً (ولا تجعل صوبه): نزوله (رجوماً): عذاباً (أجاجاً) ملحاً.