التبنی أن یقصد انسان الی ولد معروف النسب، فینسبه الی نفسه، و الشریعة الاسلامیة لا تعتبر التبنی سببا من أسباب الارث، لأنه لا یغیر الواقع عن حقیقته، بعد أن کان نسب الولد ثابتا و معروفا. و النسب لا یقبل الفسخ، و لا یسقط بالاسقاط، و بذلک صرحت الآیة (4) من سورة الاحزاب: (و ما جعل ادعیاءکم ابناءکم ذلک قولکم بأفواهکم و الله یقول الحق و هو یهدی السبیل، ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله). و ذکر المفسرون فی سبب نزول هذه الآیة قصة طریفة: سبی
زید بن حارثة فی الجاهلیة، فاشتراه رسولالله، و بعد الاسلام جاء حارثة الی مکة، و طلب من الرسول أن یبیعه ابنه زیدا أو یعتقه، فقال الرسول: هو حر، فلیذهب حیث شاء، فأبی زید أن یفارق رسولالله، فغضب أبوه حارثة، و قال: یا معشر قریش اشهدوا أن زیدا لیس ابنی، فقال رسولالله: اشهدوا أن زیدا هو ابنی.(1).
1) مجمع البیان فی تفسیر القرآن.