لقد أکّد الإمام (علیه السّلام) على محور مهمّ یمدّ الجماعة الصالحة بالقدرة و الانتشار هو محور الانفتاح على الأمة و عدم الانغلاق على أنفسهم و قد حثّ الإمام شیعته على توسیع علاقاتهم مع الناس و شجعهم على الإکثار من الأصحاب و الأصدقاء فقد جاء عنه (علیه السّلام) «أکثروا من الأصدقاء فی الدنیا فإنّهم
ینفعون فی الدنیا و الآخرة أما فی الدنیا فحوائج یقومون بها و أما فی الآخرة فإنّ أهل جهنم قالوا ما لنا من شافعین و لا صدیق حمیم»(1)
و جاء عنه أیضا: «استکثروا من الاخوان فإن لکل مؤمن دعوة مستجابة».
و قال: «استکثروا من الإخوان فأنّ لکل مؤمن شفاعة»(2) کما أکّد الإمام (علیه السّلام) على مواصلة هذا الانفتاح و شدّه بآداب و أخلاق تدعو للتلاحم و التعاطف بین المؤمنین فقال: «التواصل بین الإخوان فی الحضر التزاور و التواصل فی السفر المکاتبة»(3)
و قال (علیه السّلام): «انّ العبد لیخرج إلى أخیه فی اللّه لیزوره فما یرجع حتى یغفر له ذنوبه و تقضى له حوائج الدنیا و الآخرة(4) و من الآداب و الاخلاق التی تصبّ فی رافد التواصل الاجتماعی هو المصافحة التی حث الإمام (علیه السّلام) علیها فقال: تصافحوا فإنّها تذهب بالسخیمة»(5)
و قال أیضا: «مصافحة المؤمن بألف حسنة»(6)
و قال (علیه السّلام) فی التعانق: «إن المؤمنین إذا إعتنقا غمرتهما الرحمة، فاذا التزما لا یریدان بذلک إلّا وجه اللّه و لا یریدان غرضا من أغراض الدنیا قیل لهما: مغفور لکما، فأستأنفا، فإذا أقبلا على المساءلة قالت الملائکة بعضها لبعض تنحّوا عنهما فإنّ لهما سرا و قد ستر اللّه علیهما، قال اسحاق: فقلت: جعلت فداک فلا یکتب علیهما لفظهما
و قد قال اللّه عز و جل: ما یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ؟!(7) قال: فتنفّس أبو عبد اللّه الصعداء (علیه السّلام) ثمّ بکى حتى اخضلت دموعه لحیته و قال: یا اسحاق:
إن اللّه تبارک و تعالى إنما أمر الملائکة أن تعتزل عن المؤمنین إذا التقیا إجلالا لهما، و انه و إن کانت الملائکة لا تکتب لفظهما و لا تعرف کلامهما فإنه یعرفه و یحفظه علیهما عالم السر و أخفى»(8)
1) وسائل الشیعة: 7/ 407.
2) وسائل الشیعة: 8/ 408.
3) تحف العقول: 358، بحار الأنوار: 78/ 240.
4) مشکاة الانوار: 209.
5) الکافی: 2/ 183، و تحف العقول: 36، و بحار الأنوار: 78/ 243.
6) مشکاة الانوار: 203.
7) سورة ق (50): 18.
8) الکافی: 2/ 184 بحار الأنوار: 76/ 35 وسائل الشیعة: 8/ 563.