جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الإنسان والملائکة

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

تکلم القدامی عن حقیقة الملائکة و عصمتهم و شؤونهم و أطوارهم، و قارنوا بینهم و بین الإنسان، و مضوا فیما قالوا و أثبتوا مع الرجم بالغیب، لأنهم ما رأوا ملکاً واحداً، ولا أثراً یختص بالملائکة دون غیرهم، إضافة إلی أن هذا الموضوع لا یتصل بالحیاة من قریب أو بعید، والله لا یسألنا عنه غداً. فعلام الفضول فیما قالوا و أقول؟

و فی شتی الأحوال فإن الإنسان هو المخلوق الوحید الذی یستطیع أن یملک نفسه، و یعلو فوق میوله و أهوائه بدافع عن أعماقه لا من الخارج، أما عصمة الملائکة أو نزاهتهم فإنها من الخارج لا من الداخل، إن صح التعبیر، حیث لا شهوات و متطلبات للجنس والمعدة، ولا حرب و ضرب، ولا حزن و ألم، ولا فقر و مرض، ولا مضاهاة و مباهاة… أبداً لا شیء إلا الهدوء والسکینة والأمن والأمان. ولا أدری: هل حیاة الملائکة هذه هی الأفضل أم حیاتنا نحن البشر التی لا بد معها من الکدح والشقاء والشجاعة فی الصبر علی البلاء؟.

و بعد، فقد ترددت فی شرح هذا الدعاء أول الأمر، لأن موضوعه مشکل وشائک، فهو غیر نظری یعتمد علی الفکر والتأمل ولا عملی یتصل بالحیاة، و إنما هو غیب فی غیب لا مصدر له إلا التعبد بالوحی والجمود علی نصوصه، والوحی، أجمل ولم یفصل، و أوجز ولم یطنب… ثم غلبنی سلطان العقیدة والولاء للنبی و آله الأطهار، علیهم أفضل الصلوات بعد أن شعرت بالخوف والقلق لو ترکت ما دعا به من أدین بإمامته و عصمته، فشرحته بما سجلت، و أنا علی یقین أنی ما بینت کل ما غمض و استعجم. وألف الصلاة علی من قال: «ان الراسخین فی العلم هم الذین أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغیوب، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسیره من الغیب المحجوب».