والکلمة الجامعة لخصال الخیر بالکامل قوله: (هلال أمن و إیمان) حیث لا طیب للعیش ولا خیر فی الحیاة بلا أمن و أمان، و هل للصحة والمال والسلطان من طعم مع الخوف والهلع؟ بل المخف أحسن حالاً من المثقل ألف مرة فی یوم الشدة والمحنة… أما الإیمان فأمان من سوء العذاب فی الآخرة، و حاجز عن تقحم الفساد و أذی العباد فی الحیاة الدنیا، و ما تقدمت الإنسانیة خطوة إلی الأمام إلا بالجهاد والإیمان، و ما تأخرت و تخلفت إلا بالخوف و ضعف العقیدة.
ألّلهمّ صلّ علی محمّدٍ و آله، واجعلنا من أرضی من طلع علیه، و أزکی من نظر ذلیه، و أسعد من تعبّد لک فیه، و وفّقنا فیه للتّوبة، و أعصمنا فیه من الحوبة، واحفظنا فیه من مباشرة معصیتک، و أوزعنا فیه شکر نعمتک، و ألبسنا فیه جنن العافیة، و أتمم علینا باستکمال طاعتک فیه المنّة.
إنّک المنّان الحمید، و صلّی الله علی محمّدٍ و آله الطّیّبین الطّاهرین.
(واجعلنی من أرضی من طلع علیه) وفقنی فیه إلی العمل بطاعتک و مرضاتک (و أزکی من نظر إلیه…) و فی دعاء آخر: «أللهم إن الناس إذا نظروا الهلا نظر بعضهم إلی وجوه بعض، و یتبرک بعضهم ببعض، و إنی نظرات إلی أسمائک- أی سبحت و هللت و کبرت- و أسماء نبیک و ولیک و أولیائک- أی صلیت علیهم و سلمت- و إلی کتابک» قرأت بعض آیاته (واعصمنا فیه من الحوبة): الخطیئة (و أوزعنا) ألهمنا (جنن): جمع جنة بضم الجیم بمعنی الستر والوقایة (المنّة): النعمة والإحسان، والمنّان: المنعم والمحسن.
و بعد، فإن الهدف الأول من دعاء الهلال أن لا تمضی علینا ساعة من ساعاته إلا بخیر، و أن نغتنم الفرصة للتفکیر عما اجترجنا من سیئات، ولا نزداد فیه خساراً و إصراراً علی الموبقات.