جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

اشتباه العلماء فی الرضاع

زمان مطالعه: 2 دقیقه

لا حظت و أنا أکتب دورة کاملة لفقه الامام جعفر الصادق علیه‏السلام أن مسألة الرضاع هی أشکل و أدق المسائل الفقهیة علی الاطلاق، بخاصة معرفة الأحکام المتفرعة عن قاعدة: «یحرم من الرضاع ما یحرم من النسب» و تمییزها عن غیرها، و تطبیقها علی مواردها، فبعضهم یعمم التنزیل، الی حد یقوم معه الرضاع مقام عقد الزواج فی ثبوت المصاهرة، و یجعل أم المرضعة بمنزلة أم الزوجة بالنسبة الی ابی الرضیع، و أخت الأخ بمنزلة الأخت، و آخر یخص القاعدة بالنسب، ولکن یعممها الی جمیع موارده دون استثناء، و ثالث یستثنی و یخرج من القاعدة النسب الثابت بوطء الشبهة، و لا یعتبره اطلاقا فی الرضاع، و رابع یعتبر الزنا کالزواج الشرعی من حیث ثبوت الحرمة من الرضاع، و خامس یکتفی فی ثبوت الحرمة برضاع الطفل مقدار ما یفطر الصائم، و سادس یقول: لابد من رضاع حولین کاملین، الی غیر ذلک من التناقضات التی نقلها صاحب الجواهر و المسالک و غیرهما.

و قد استنکر ذلک صاحب الجواهر، فقال – عند الکلام عن الشرط الثانی من شروط تحریم الرضاع – «لقد أفتی البعض بما یمکن أن یکون مخالفا للضرورة من الدین».. و قال فی المسألة الأولی بعد الشرط الرابع: «وقع فی الاشتباه جملة من الأعاظم، و ارتطم علیهم الأمر، حتی حرموا جملة مما أحله الله».. و قال فی المسألة الثانیة: «وقفت علی بعض الرسائل المعمولة فی هذه المسألة فرأیت فیها أمورا عجیبة و أشیاء غریبة یقطع من له أدنی نظر بخروجها عن

المذهب أو الدین».. و قال فی المسألة الثالثة: «من لاحظ رسالة السید الداماد قضی منها العجب، و علم انتهاء الوهم و الاشتباه فی العلماء، بل و کذا رسالة جدی الآخند ملا «أبوالحسن الشریف» و ان کان بین الرسالتین بون عظیم.. لأن ما ذکره السید الداماد(1) فی رسالته شی‏ء لا ینبغی نسبته الی اصاغر الطلبة فضلا عن العلماء».

و صلوات الله و سلامه علی من قال: «الوقوف عند الشبهة خیر من الاقتحام فی الهلکة.. و من وقع فی الشبهات وقع فی الحرام».. و هو سبحانه الهادی الی الصواب.


1) السید الداماد هو محمد باقر الاسترابادی، توفی سنة 1040 ه، و قال القمی فی کتاب الکنی و الالقاب ینعته: «المحقق المدقق العالم الحکیم المتبحر النقاد ذو الطبع الوقاد الذی حلی بعقود نظمه، و جواهر نثره عواطل الاجیاد» الی غیر ذلک مما کان علی وزن «داماد».. ثم نقل عن صاحب السلافة أنه قال فیه: «ان الزمان بمثله لعقیم، و ان مکارمه لا یتسع لها صدر رقیم». و أبوالحسن الشریف هو الشیخ محمد طاهر بن معتوق الفتونی العاملی النباطی صاحب کتاب ضیاء العالمین، و أحد أجداد صاحب الجواهر توفی سنة 1138 ه.