و فیه عشرة مسائل:
مسألة قتل الجماعة بالواحد:
سبق الکلام عنها عند الاحتجاج بالمصلحة المرسلة.
المسألة الثانیة: دیة جنین الحرة اذا خرج میتا بسبب الجنایة علی أمه:
مذهب الامام جعفر الصادق: فی النطفة اذا ألقتها المرأة بسبب جنایة عشرون دینارا و فی العلقة أربعون، و فی المضغة ستون، و فی العظم ثمانون و فی الجنین مائة دینار(1) و روی ذلک عن سیدنا علی و الباقر و الناصر.(2)
وجه هذا المذهب:
1 – اذا لزمت الغرة(3) فی المیت و لا حیاة فیه لزمت هذه المقادیر فیه ناقصا.(4)
2 – لقول علی رضی الله عنه بذلک. و هو توقیف.
3 – و یجوز أن یکون ذلک علی وجه المصالحة.(5)
و قال أبوحنیفة و مالک و الشافعی و أحمد: لا شیء فیما لم یتبین فیه أثر التخلق و التخطیط، کالمضغة و الدم و انما تجب الغرة اذا تبین أثر الخلقة و تخطیطها.
و قال جمهور الفقهاء: اذا وقع اعتداء علی الجنین و تسبب فی اسقاطه.
میتا ففیه الغرة.(6)
المسألة الثالثة: الغرة المشروعة فی الجنین ذکرا کان أم أنثی:
مذهب الامام جعفر الصادق: ان الغرة المشروعة فی الجنین هی عشر الدیة(7) و هی واجبة.(8)
روی ذلک عن: سیدنا علی و الباقر و هو أحد قولی الناصر.(9)
و قال جمهور الفقهاء (الحنفیة و الشافعیة و الحنابلة و روایة المالکیة): اذا ألقت المرأة بجنینها حیا بأن استهل صارخا، ثم مات بسبب الاعتداء علی أمه فتجب دیة کاملة و کفارة سواء کان الاعتداء خطأ أو عمدا.
و قال المالکیة فی روایة لهم: یجب فی القصاص اذا کان عمدا. و الغرة عند الجمهور هی عبد أو أمة قیمتها نصف عشر الدیة و هی خمس من الابل أو خمسون دینارا. أو خمسمائة درهم لا فرق بین الذکر و الأنثی.(10)
المسألة الرابعة: دیة الجنین علی الجانی أم علی العاقة:
مذهب الامام جعفر الصادق: أن دیة الجنین علی الجانی.(11)
و روی ذلک عن: الباقر و الناصر و به قال المالکیة اذا کان الاعتداء
عمدا و کذا خطأ. و الیه ذهب الحنابلة اذا کان القتل عمدا.(12)
و قالت القاسمیة و الفریقان: ان دیة الجنین علی عاقلة الجانی. اذا مات بسبب فهو خطأ.(13)
و قال الحنفیة و الشافعیة فی الأصح عندهم: ان الغرة تلزم العاقلة سواء کانت الجنایة خطأ أمعمدا أمشبه عمد.
و قال المالکیة: ان الغرة تجب فی مال الجانی فی العمد مطلقا و کذا فی الخطأ الا أن یبلغ ثلث دیته فأکثر فعلی عاقلته کما لو ضرب مجوسی حرة حبلی فألقت جنینا، فان الغرة الواجبة هنا أکثر من ثلث دیة الجانی.
و قال الحنابلة: اذا کانت الجنایة علی الجنین خطأ أو شبه عمد فالغرة علی العاقلة.(14)
المسألة الخامسة: خیار الغرة (عمرها أو سنها):
مذهب الامام جعفر الصادق: أنه لا عبرة بالسن، اذ الواجب القیمة(15) و روی ذلک عن: الباقر و الناصر.(9)
و قال الشافعی: ان خیار الغرة من السبع الی الثمان، فلا یجزئ ما دون السبع، اذ لیس بخیار.(9)
1) البحر الزخار: 6 / 257 – الروض النضیر: 4 / 270.
2) المصدران السابقان.
3) الغرة: العبد أو الأمة. انظر سبل السلام: 3 / 238 – الروض النضیر: 4 / 270 – مختار الصحاح: 471.
4) البحر الزخار: 6 / 257.
5) الروض النضیر: 4 / 271.
6) القرطبی: 5 / 321 – رد المختار: 5 / 377 – جواهر الاکلیل: 2 / 266 – نهایة المحتاج: 7 / 360، 366 – المغنی: 7 / 799، 815 – حاشیة الجمل: 5 / 99، 100 – الشرح الکبیر و حاشیة الدسوقی: 4 / 269.
7) الدیة: هی المال مؤدی الی مجنی علیه أو ولیه بسبب جنایة – انظر کشاف القناع: 6 / 5 – منتهی الارادات: 2 / 421.
8) البحر الزخار: 6 / 257، 258.
9) المصدر السابق.
10) انظر حاشیة ابنعابدین: 5 / 377 – حاشیة قلیوبی: 4 / 159 – جواهر الاکلیل: 2 / 276، 272 – أسنی المطالب: 4 / 89 – بدایة المجتهد: 2 / 407 – المغنی: 7 / 815، 811، 300،: 299 – منتهی الارادات: 2 / 431 – حاشیة الخرشی: 5 / 274، 275 – تبیین الحقائق و حاشیة الشلبی: 6 / 141.
11) البحر الزخار: 6 / 257 – الروض النضیر: 4 / 272.
12) المصدران السابقان – المغنی: 7 / 815، 811، 300، 299.
13) انظر المصادر السابقة – حاشیة ابنعابدین: 5 / 377، 379 – حاشیة قلیوبی: 4 / 159 – بدایة المجتهد: 2 / 407 – أسنی المطالب: 4 / 89.
14) حاشیة ابنعابدین و الدر المختار: 5 / 377 – تبیین الحقائق و حاشیة الشلبی: 6 / 140 – أسنی المطالب: 4 / 94 – حاشیة الدسوقی: 4 / 268 – مواهب الجلیل و بهامشه التاج و الاکلیل: 6 / 257 – نهایة المحتاج: 7 / 363 – المغنی: 7 / 806 – الانصاف: 10 / 69، 119، 135، الفروع، 3 / 431، 451.
15) البحر الزخار: 6 / 258.